مراجعة القرآن الكريم القرآن الكريم، تلاوته عبادة وحفظه كذلك، بل إنَّ لحفظ القران الكريم، منزلة عالية ورفيعة يبلغها المؤمن، ومن تمام حفظ القرآن الكريم تثبيته بعد الحفظ بالمراجعة إذ إنَّ القران الكريم شديد التفلُّت من صاحبه، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلَّم: ( تعاهَدوا هذا القرآنَ، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِه ! لهو أشَدُّ تفَلُّتًا من الإبِل في عُقُلِها) فلا بدَّ إذاً من تَعَهُدِهِ بعد الحفظ بالمراجعة، وهناك عدّة طرق لمراجعة القران الكريم، كما أنّ هناك ثمرة لهذه المراجعة تنعكس على نفس صاحبها، وفيما يأتي ذكر لطرق مراجعة القرآن الكريم وتثبيته، وأختم ببيان أثر تلاوة القرآن الكريم وحفظه على نفس صاحبه.
طرق مراجعة القرآن الكريم وتثبيته بعد الحفظ - تكرار الآيات باستمرار، وذلك في أوقات الفراغ، بتكرار الآيات وتسميعها لنفسه، على سبيل العبادة والتغني بها، ففي ذلك أثر عظيم بدوام الصلة بكتاب الله عزَّ وجل.
- المراجعة الجماعيَّة، وذلك بأن يتفق مجموعة من الأشخاص، على المراجعة الجماعيَّة لما أتموا حفظه من القرآن الكريم، وهذه وسيلة قويَّة ونافعة في تبيت حفظ القرآن الكريم.
- قيام الليل، وذلك بقيام الليل بما تمَّ حفظه من القرآن الكريم، حيث يحرص الذي يقوم الليل بالقرآن على عدم الوقوع في الخطأ به، فيستعد لذلك جيداً.
- برنامج المراجعة الشامل، حيث يتمَّ تقسيم المصحف أو ما تمَّ حفظه من القرآن الكريم، إلى مراحل للمراجعة، ووضع برنامج دوري يومي، وآخر أسبوعي، وآخر شهري، فيكون البرنامج اليومي لمراجعة السور والأسبوعي للأجزاء، والشهري لمجموع الأجزاء المحفوظة.
- المراجعة أثناء الاستماع للقرآن الكريم، حيث يختار من يحفظ القرآن الكريم بعض القرَّاء، الذين يرتاح لقراءتهم ويستمع إلى ما تمَّ حفظه من القرآن في أوقات فراغه وحتى أثناء النوم، ففي ذلك تبقى الذاكرة مشغولة بحفظ القرآن الكريم وتثبيته.
- المراجعة قبل النوم، وتكون هذه الطريقة عند استعداد الشخص للنوم واستلقائه، حيث يمرر ما تمَّ حفظه من القران بذاكرته ولسانه، فلحظة ما قبل النوم هي لحظة الهدوء والسكينة، ولها أثر عظيم في ذلك.
أثار تلاوة القرآن الكريم وحفظه إنَّ لدوام واستمرار تلاوة القرآن الكريم، وَتَعَهُّد حفظه آثاراً عظيمة على نفس المؤمن، ومن ذلك:
- طمأنينة النَّفس، وشعورها الدائم بالهدوء والسكينة.
- معالجة النَّفس من بعض الأمراض النفسيَّة، كالتوتر والاكتئاب، ففي تلاوة القرآن الكريم وحفظه، تأثير إيجابيّ عجيب على نفس المؤمن وعلى قلبه وعلى عقله وطرق تفكيره.
- زيادة الطاقة الإيجابيَّة عند المؤمن على حساب الطاقة السلبيَّة، وكل هذا بفضل تلاوة القرآن الكريم الذي وصفه الله سبحانه بأنَّه شفاء لما في الصدور.
- زيادة قوَّة مناعة الجسم ضد الأمراض بشكل عام، وهذا قد ثبت علميَّا، أنَّ للقرآن الكريم تأثير عجيب على خلايا جسم الإنسان ومناعته.
- تقويم سلوك المسلم، وذلك لكثرة ودوام تعرُّضه لكلام الله ـ عزَّ وجلَّ ـ والذي يعدُّ منهاج تربية شامل للنفس.
هذا هو القرآن الكريم، وهذا هو نوره العظيم وخيره الذي لا يتوقّف، ومعينه الذي لا ينضب، وبقدر ما يبذل المؤمن من جهود في تلاوته وحفظه وفهمه، بقدر ما يناله من خيره وهداه.